إن حفظ القرآن الكريم لمهمة من أجل المهام التي من الممكن أن يقوم بها مسلم.. وأجل من ذلك وأعظم أن تعمل بما تحفظ، وأن تدعو إلى الله عز وجل بهذا الكتاب الكريم.. قال تعالى: "ألمص، كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه ، لتنذر به وذكرى للمؤمنين"..
ولكي ندرك عظمة هذه المهمة علينا أن نتدبر قليلاً في أجر من يقرأ القرآن.. فإذا علمت أن هذا الأجر الجزيل يعطي للقارئ..فما بالكم بالذي يحفظ؟!.. ذلك لأنه من المعلوم أن الذي يحفظ قد داوم على قراءة كثيرة.. وما زال يداوم حتى يثبت حفظه، ويراجع ما قد نساه على مر الأيام..
روى الترمذي عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".. قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
فالعقل القاصر لا يمكن أن يتخيل حجم الثواب الهائل الذي يأخذه القارئ _ ومن ثم الحافظ ـ للقرآن.
ثم إن القرآن سيأتي يوم القيامة يدافع عن أصحابه!!.. نعم!!.. يأتي يدافع عن من اعتاد قراءته وحفظه والعمل به والدعوة إليه.. وتخيل يوم القيامة أن القرآن يأتي سورة سورة يدافع عنك!!.. فهذه البقرة تشفع لك..وهذه آل عمران تطلب لك..وهذه الأعراف ترجو لك..وهذه الأنفال تتمنى لك!..
أمر هائل أن تتخيل أن كلام الله عز وجل هو الذي يدافع عنك يوم القيامة!..
روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا"