قصيدة عن القران الكريم

جبريلُ أهدى للخلائق تُحفَةً .................. فيض الاله البارئ الفتاحِ
قَبَسٌ اِلَهىٌ من النور اكتسى ................. يَمحو ظلام النفسِ والأرواحِ
هبط الأمينُ على الأمينِ مُرَتِلاً .............. "اقرأ" و رَوِّى الكون من أقداحى
لبى النداءَ فراح يروى للورى ............... خمراً تُذيب غرائزَ الجَمَّاحِ
حتى ارتوت منه النفوس فأفلتت ............. من غيِّيها وسَمَت الى الأدواحِ
قلبى تِجاه الآى يحنو لهفةً ................... كالابن نَحو الأم بعد صياحِ
يشكو اليها الجُرح يُدميه الأسى .............. فتحسه ببراعة الَجراحِ
فالقلب من جُرحِ الحياة دواؤه ............... مَسُ (الكتاب) فتستطيب جراحى
والعين تبكى من تدبر آيةٍ .................... ومن التدبر جِلَّةُ الافصاحِ
والنفسُ تزكو والسَرِيرةُ تستوى ............. والروحُ تصفو من هُدَى المصباحِ

جاء الكتابُ لكى يُضَاهى أمةً ................ تزدان بالبُـــلاغِ والفُصَّاحِ
فيه البلاغةُ والفصاحةُ فاحتا ................. من مَنهَل الاعجاز والاِيضاحِ
"ابن الُمغِيرَة" حين ذاق جلالَه ................. خَرَّ الفؤادُ لفالق الاصباحِ
فاقت بلاغته الصحائفَ كلها .................. وبلاغةَ الانجيلِ والألواحِ
من كان يرجو للبلاغةِ مذهباً ................. أَنعِم به من مذهبٍ وضَّاحِ
آياتُه كفٌ تَجود بِمَنهجٍ ........................ يبنى شئون الكونِ والاِصلاحِ
جَمَعت أصابعُه الَمحاسنَ كلها ................ فى شِرعَةِ التحريم والاِيباحِ
يصفُ السبيلَ الى الاِله بِمَنطقٍ .............. سَلسٍ على البُسَطاءِ والنُصَّاحِ
ودلائلُ التوحيد حِصنٌ..عنده ................ تهوى دواعى الكفرِ والأرباحِ
فى كل حرفٍ حُجةٌ..لا ينبغى ............... للعقل من جدلٍ ولا الَحاحِ
والعلم فيه شريعةٌ لا تنزوى ................. عن مسلك الفقهاءِ والشُرَّاحِ
قرآن فيه من العلوم عجائبٌ ................. لخوارق الآفاقِ والأرواحِ
اعجازه فى الكون ظل مُحَجَّباً ............... فى أَعصُر التخريفِ و الأشباحِ
حتى استبان على يديه من الحجا ............ ما يُخضِع الأعناق للفتاحِ
عين التعجب أَنَّ حين نزوله ................. رَكب التقدم لم يكن بِمُتاحِ
وبسحره وصف الَحضارات الأُلى .......... قصصٌ من التاريخ للسَّياحِ
لَولاه لاندثرت وتاهت فى الثَرى ............ وتناثرت خبراً مع الأرياحِ
و عوالِمٌ تَهوى وأُخرى تزدهى ............. فالعيشُ بين تَقَبُّضٍ وبَرَاحِ
هى حكمةُ الُمتَوَسِمِين أُولِى النُهى ........... ومن الحَوادث عِبرَةٌ لفلاحى
ومكارمُ الأخلاقِ فى صفحاته ................ كالزهرِ فى بُستانه الفَيَّاحِ
ذاق الرسولُ وصحبُه أنسامَها ............... فتنعموا بعوالِمِ الأفراحِ
وتَعلَّقت بهم القلوب تَعَشُّقاً .................... منة تفيض بها يد الَمنَّاحِ
واليوم يسرى الِحقدُ..من تَضيِيعِها ............ بنفوسنا..والغِلُ كالأشباحِ
لو عاش منا الَمرءُ فى أكنافها ................ لا يشتكى يوماً من الأطراحِ

يا أيها القرآن هَذى راحَتى ................... خُذها وخَلِّصنى من الأقراحِ
كن لِى أنيساً أرتوى من نُصحِه .............. فى أزمتى وشدائدى وكفاحى
وبِغُربتى فى القَبر كن لِى مُنقِذاً ............... من فِتنَتى ومَخَافتى ونُبَاحى
وبِوِحدتى يوم القيامة كن شَفِيــ ............... ــعى حين تعلو نَبرَتى بِنُواحى

يامن له مَلَكٌ يروح ويَغتَدِى .................. بِهُدى الكتاب على أَكُف الراحِ
نُور الهدى بالقوم غَاب فاِنهم ................. حجبوا سَنَا الِمشكَاة والِمصباحِ
هجروا الكتاب وذابوا فى غَفَوَاتِهم ........... ردموا الفُرَات وغاصوا بالأقداحِ
مُتَشَاكِسون اذا النَوائب أَقبَلت ................ والعهد أن تُدنِى من الأرواحِ
فالدينُ بات ضحيةً من رأسها ................ قِيدَت لتذبها يد السفَّاحِ
أُلقَى عليك من الهمومِ شوامِخاً .............. أنت الطبيب اذا كَوتنى جراحى

صح لسانك

وفي نفس الوقت جزاك الله خير

وياك انشاء الله